من اين اتتى هذا الفايروووس-الايدز-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوافق الأول من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الذي يسببه فيروس أطلقوا عليه إتش آي في‏HIV,‏ وهو اليوم الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للتركيز علي هذا الوباء‏,‏ وزيادة توعية الناس بوسائل انتشاره‏,‏ والوقاية منه في كل أنحاء العالم‏,‏ ومنذ ظهور أول حالة إيدز في صيف‏1981‏ في شاب مثلي جنسيا (عفوا لهذه الكلمة والتى ستكرر لاحقا)في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وحتي الآن‏,‏ وهذا المرض يكتنفه الغموض‏,‏ ويحيط بانتشاره المدوي الرعب‏,‏ ففي كل يوم من عام‏2007‏ فقط‏,‏ كان هناك‏6800‏ شخص علي مستوي العالم يلتقطون عدوي فيروس الإيدز‏,‏ بينما كان هناك نحو‏5700‏ شخصا يموتون يوميا نتيجة الإصابة بعدواه‏,‏ ولهذا يعيش مرضاه علي أمل أن يستيقظوا في يوم من الأيام فيجدوا علاجا جذريا شافيا لهذا الفيروس‏,‏ وليس علاجا يؤخذ للسيطرة علي المرض واستعادة نشاط الجهاز المناعي بشرط أن يتناوله المريض مدي الحياة ولايوقفه أبدا علي الرغم من تكاليفه الباهظة‏.‏

ووسائل انتقال عدوي الإيدز أصبحت معروفة ومؤكدة وهي‏:‏ الاتصال الجنسي الطبيعي أو الشاذ إذا كان أحد الشريكين يحمل عدوي الفيروس‏,‏ ونقل الدم ومشتقاته ومكوناته مثل عوامل تجلط الدم‏,‏ وكرات الدم الحمراء والصفائح الدموية‏,‏ والأعضاء البشرية اذا تم نقلها من إنسان يحمل العدوي‏,‏ والمشاركة في الحقن سواء بالمخدرات أو بالأدوية‏,‏ وكذلك من خلال الآلات الحادة مثل أمواس الحلاقة‏,‏ وآلات ثقب الأذن‏,‏ وأدوات الوشم وغيرها‏,‏ وأخيرا من الأم الحامل الي المولود في‏5‏ ـ‏15%‏ من الحالات‏,‏ ويمكن أن تنخفض هذه النسبة الي أقل من‏2,5%‏ مع استخدام الأدوية المضادة للفيروسات للأم في أثناء الحمل‏,‏ وللجنين بعد ولادته‏.‏

وهناك الكثير من النظريات التي تحاول إيجاد تفسير لنشأة فيروس الإيدز‏,‏ وكيفية انتشار الوباء بهذا الشكل علي مستوي العالم‏,‏ وتتراوح التفسيرات ما بين فكرة المؤامرة والخطأ الي فكرة انتقال العدوي من الحيوانات ـ خاصة الشمبانزي ـ وأكثر النظريات قبولا والتي تفسر نشأة فيروس الإيدز هي نظرية الصياد وتشير هذه النظرية الي أن انتقال عدوي الإيدز الي الإنسان تمت من خلال نوع معين من الشمبانزي من سلالة بان تروجلودايتس تروجلودايتس أصابته عدوي فيروس نقص المناعة السيمياني‏SIV,‏ وأثناء عمليات الصيد انتقلت العدوي للإنسان إما من خلال العض من الشمبانزي أثناء نقله‏,‏ أو نتيجة لوجود جرح في جلد الإنسان جعل دم الشمبانزي يختلط بدمه أو ربما من خلال بعض الممارسات الجنسية الشاذة مع بعض هذه الحيوانات‏,‏ ثم حدثت بعد ذلك طفرة حولت هذا الفيروس الي فيروس إتش آي في‏HIV‏ المسبب للإيدز‏.‏

وفي عام‏2006‏ نشرت دراسة تشير الي أن فيروس الإيدز جاء في الغالب من نوع من الشمبانزي يعيش في غابات المنطقة الشرقية من الكاميرون وبنسبة أقل في كينشاسا والكونجو‏,‏ ومن خلال‏7‏ سنوات من البحث والدراسة علي ما يقرب من‏1300‏ من هذا النوع من الشمبانزي‏,‏ استطاع فريق البحث من جامعة آلاباما في برمنجهام الوصول الي هذه النتيجة‏,‏ من خلال التحليل الجيني للعينات التي تم أخذها من الشمبانزي‏,‏ وبحساب نسبة حدوث الطفرات يقدر العلماء بداية ظهور هذا الفيروس في الفترة ما بين عامي‏1915‏ و‏1941,‏ وقد انتقل الفيروس من أفريقيا الي جزيرة هايتي ومنها الي الولايات المتحدة‏.‏

أما النظرية الثانية فهي نظرية لقاح شلل الأطفال وتشير الي أن فيروس الإيدز انتقل الي الجزء البلجيكي من الكونجو في أفريقيا في الخمسينات من القرن الماضي بواسطة هيلاري كوبروفسكي التي كانت تعمل باحثة في مجال لقاح شلل الأطفال الذي يؤخذ عن طريق الفم‏,‏ والذي تم تحضيره علي نسيج الكلي لهذا النوع من الشمبانزي‏,‏ ومن خلاله انتقل فيروس نقص المناعة السيمياني من الشمبانزي الي الإنسان‏,‏ وحدثت له طفرة وتحول الي فيروس أتش آي في‏HIV,‏ إلا أنه في فبراير عام‏2000‏ تم العثور علي زجاجة من تطعيم شلل الأطفال الذي تم استخدامه خلال هذه الفترة في معهد ويستار في فيلادليفيا بالولايات المتحدة‏,‏ وتم تحليلها ولم يتم العثور علي فيروس الإيدز‏HIV‏ أو فيروس نقص المناعة السيمياني‏SIV,‏ وبعض العلماء يعتقدون أن فيروس الإيدز ما هو إلا صناعة أمريكية‏,‏ حيث تم تصنيعه كسلاح بيولوجي في المعامل البيولوجية العسكرية في‏'‏ فورت ديريك‏'‏ بميريلاند من خلال دمج جينات نوعين من الفيروسات هما‏Visna,‏ وأيضا‏HTLV1‏ وبناء علي هذه النظرية‏,‏ فمن المتوقع أن هذا حدث ما بين عامي‏1977-1978,‏ حيث تمت تجربته علي المساجين بعد أخذ موافقتهم في مقابل أن يتم الإفراج المبكر عنهم‏,‏ ويعتقد أن هؤلاء المساجين هم النواة الأولي التي نقلت بذرة الوباء بعد خروجهم من السجن حسب نظرية عالم البيولوجيا الألماني‏'‏جالوب سيجال‏'‏ الذي اتهم بعد ذلك بأنه عميل سوفيتي يروج لهذه النظرية لصالح السوفيت‏,‏ والحقيقة أن هناك الكثير ممن يؤيدون هذه النظرية ومنهم‏'‏ فاجناري مآثاي‏'‏ الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام‏,‏ وأيضا‏'‏ فاسيلي متروخوم‏'‏ وكذلك‏'‏ الآن كانتويل‏'‏الذي يعتقد أن الفيروس قد تمت تصنيعه من خلال الهندسة الوراثية لفيروسات موجودة بالفعل بهدف إبادة أجناس معينة‏,‏ وتمت تجربته علي الشواذ جنسيا من خلال التجارب علي فيروس الكبد الوبائي‏'‏ ب‏'B‏ مابين أعوام‏1978‏ ــ‏1981‏ في كل من لوس انجلوس ــ نيويورك‏,‏ سان فرانسيسكو‏,‏ سانت لويس دينفير و شيكاجو‏,‏ ويعتقد د‏.‏ كانتويل أن الذي أشرف علي هذه التجارب كان اسمه د‏.'‏وولف زموس‏',‏ وأنه حدث نوع من الإخفاء لهذه التجارب عن وسائل الإعلام عندما تم البحث عن مصدر فيروس الإيدز‏,‏ إلا أن هناك أبحاثا أخري تعارض نظرية المؤامرة هذه ودور الولايات المتحدة فيها‏,‏ فهناك تحاليل تم إجراؤها علي الدم المختزن منذ أغسطس عام‏1959‏ علي أحد البحارة والذي ظهرت عليه كل أعراض الإيدز ودخل أحد المستشفيات بمانشستر في انجلترا‏,‏ وبالطبع لم يتم اكتشاف سبب انهيار الجهاز المناعي وظهور العدوي الانتهازية والأورام‏,‏ ولأن الحالة كانت محيرة‏,‏ فقد تم الاحتفاظ بعينات من دم المريض قبل وفاته حتي تمت إعادة تحليلها في عام‏1990‏ وثبت وجود فيروس الإيدز بها ونشر هذا البحث في مجلة‏'‏ لانسيت‏'‏ الطبية إلا أنهم عادوا ليلصقوا التهمة مرة أخري بأفريقيا‏,‏ حيث عادت المجلة ونشرت علي لسان الباحثين أنفسهم عام‏1996‏ أنهم أخطأوا في التحليل‏,‏ وأن العينات كانت ملوثة بعينات أخري من الفيروس لينفوا التهمة عن أجناس الشعوب البيضاء المتقدمة ويلصقوها بالقارة السمراء‏,‏

وهناك بعض النظريات الأخري التي نشرت في هذا السياق عن أصل فيروس الإيدز ولكنها لم تلق صدي أو قبولا واسعا في المحافل العلمية مثل تلك التي يتبناها‏'‏ بيتر دويسبرج‏'‏ منذ عام‏1984‏ وحتي الآن‏,‏ وتشير إلي أن فيروس‏HIV‏ ليس هو السبب في حدوث مرض الإيدز ولكن هناك عوامل أخري مثل الفقر والجوع وسوء التغذية والأمراض والطفيليات المزمنة والتلوث والعوامل البيئية الأخري‏,‏ هي التي تؤدي إلي انهيار الجهاز المناعي‏,‏ إلا أن‏'‏ دويسبرج‏'‏ لم يستطع أن يثبت لماذا لا يحدث كل هذا إلا مع وجود العدوي بالفيروس‏,‏ ولماذا تتحسن حالة المريض بمضادات الفيروسات التي تثبط عمل الفيروس وتوقف نشاطه فيعود الجهاز المناعي إلي العمل مرة أخري ويتعافي المريض‏!‏

عفانا الله وعفاكم والجميع أن شاء الله

زائر

مشكوووووووور